تشهد المملكة العربية السعودية إنجازات كبيرة لتطوير مختلف المجالات خلال وقت قياسي.
وطرحت حكومة المملكة في العام الماضي مناقصات لمشاريع جديدة بلغت قيمتها 95 مليار دولار أمريكي، وذلك في ظل الحاجة لتعزيز البنية التحتية لاستضافة الفعاليات الكبرى، مثل دورة الألعاب الآسيوية الشتوية، ومعرض الرياض إكسبو، وكأس العالم لكرة القدم، وهو ما يشير بشكل واضح إلى استمرار نمو هذا الرقم.
وافتتحت هانوفر اليوم مكتباً لها في المملكة، مدفوعة بتزايد إقبال الشركات الدولية على سوق المملكة الذي يُصنف بأنه السوق الأكثر أهمية في الشرق الأوسط، حيث وصل حجمه إلى 2.2 تريليون دولار أمريكي، ليحتل المركز الثامن عشر بين أكبر الاقتصادات على مستوى العالم. وبناءً على المعايير في المنطقة، تتمتع المملكة باقتصاد متنوع وقطاع خاص كبير، وذلك بعد تاريخ طويل من اعتماد اقتصاد المملكة على القطاع النفطي.
وتعمل المملكة حالياً على تنفيذ برنامج تحول وطني كبير وطويل الأمد يشمل جميع جوانب المجتمع. كما تضع رؤية المملكة 2030 مستهدفات طموحة ومتنوعة على مستوى البرامج التطويرية والتركيز الاستثماري، حيث تستثمر الحكومة مليارات الدولارات في مجموعة من المشاريع المتنوعة، بما يشمل المشاريع السياحية والصناعية والفعاليات الرياضية.
كما شهدنا استثمارات ضخمة في البنية التحتية المحلية وقطاع السياحة، وإطلاق مبادرات على مستوى المملكة وضمن مختلف القطاعات لتوفير فرص العمل (علماً أن أكثر من 65% من السكان تحت سن 35)؛ بالإضافة إلى تقديم برنامج مهم لتمكين المرأة في بيئة العمل (مع العلم أنها الدولة الوحيدة في العالم التي تتولى فيها امرأة رئاسة البورصة)؛ فضلاً عن الاستثمار في برامج بارزة في الرياضة المحلية وعلاقات الرعاية الدولية.
ولا يدرك معظم الأشخاص من خارج المملكة نطاق الثورة الثقافية التي تشهدها، حيث كان تشغيل الموسيقى في الأماكن العامة محظوراً في عام 2015، لتزخر المملكة بالنشاطات الثقافية بعد مرور تسعة أعوام فقط. وشهدت المملكة أيضاً نقلة نوعية في قطاع الترفيه، وتم الكشف عن خطط استثمارية بقيمة 38 مليار دولار أمريكي في الرياضات الإلكترونية، إلى جانب استثمارات كبيرة في صناعة السينما بشكل مباشر وعلى شكل حسومات.
وفي مقال نُشر في مجلة فانيتي فير الشهر الماضي، قال النجم السينمائي جوني ديب: "لم أكن على اطلاع كافٍ في البداية حول التطورات التي تشهدها المنطقة، لأشهد منذ ذلك الحين بشكل مباشر الثورة الثقافية في المملكة، بدءاً من ظهور رواة القصص الشباب الذين يقدمون أفكاراً وأعمالاً فنية جديدة، وازدهار البنية التحتية لصناعة السينما، ووصولاً إلى تزايد الإقبال على الابتكار".
وينتاب الزوار بمجرد وصولهم إلى الرياض أو جدة مشاعر إيجابية، ويحظون بترحيب حار من السكان السعوديين ويتعرفون معهم على ثقافة المملكة وتقاليدها وطموحاتها المستقبلية التي يتوقون لتحقيقها في أسرع وقت ممكن.